(Period stigma ) دورة عادية
لطالما تساءلت عن السبب الذي يجعل من أمر فيزيولوجي و طبيعي كالحيض موضوعا حساسا يدفع الفتيات و النساء للتحرج منه واستعمال رموز للإشارة إليه بل ويتعدى الأمر ذلك إلى جعل مسألة اقتناء فوط صحية تحديا حقيقيا يستلزم التفكير مليا والتخطيط لكيفية الحصول عليها دون أن ينتبه أحد.
إن الدورة الشهرية أمر طبيعي وهي ببساطة عبارة عن نزيف شهري عند المرأة نتيجة لخروج الدم من بطانة الرحم التي لم تعشش بها بويضة مخصبة، من خلال الفتحة الصغيرة عنق الرحم وعبر المهبل إلى خارج الجسم. وتستمر فترة الدورة الشهرية من 3 إلى 7 أيام كما أنها مسؤولة عن توازن الهرمونات لدى المرأة و بالتالي الحفاظ على صحتها...
فما الداعي إذن للتحرج من ذلك؟ أو وصم كل حائض ؟أليس الأمر عبارة عن رحم لم يستقبل بويضة لا أقل ولا أكثر ؟ وكيف لنا أن نعتبر ولادة طفل حدثا جللا و خروج الطمث أمرا مخزيا؟ أليس هذا ضربا من ضروب الخرف ؟
يستفزني أحيانا ربط الأمر بمعايير كالحشمة و الحياء وهي مظاهر ثقافية لا أساس لها من الصحة بل وإن مضارها أكثر من منافعها، فكثيرا ما نجد الفتيات يتفادين السؤال عن أمور تهم صحتهن الجنسية لمجرد قياس باقي المواضيع على نفس الميزان فينتهي بهن المطاف بتعفنات مهبلية أو مضاعفات خطيرة، وكثيرا ما يتفادى البالغون تلقين أبجديات الاعتناء بصحة الجهاز التناسلي ما يفضي إلى سيادة مغالطات وأفكار لاتحتمل الصواب.... حان الوقت للقطيعة مع هذه الأفكار الرجعية والعمل على التطبيع مع الفترة الشهرية ووضع حد لكل حيف أو إقصاء للإناث بسبب ذلك.
! لنغير سلوكنا
: عن المؤلفة
نرجس الهلالي طالبة في السنة الرابعة في كلية الطب ، وهي واحدة من المشاركات في برنامج # Women4leadership. وهي رئيسة نادي تواصل ، الذي يركز على الأنشطة في الجوانب الإنسانية والاجتماعية ، وهي أيضًا أمينة صندوق نادي Enactus fmpc (كلية الطب والصيدلة في الدار البيضاء) المخصص لريادة الأعمال الاجتماعية. سمحت لها مهنة نرجس القيادية بأن تكون أيضًا ممثلة لترقيتها في كلية الطب والصيدلة في الدار البيضاء.